استعرضنا في المواضيع السابقة ثلاث حلقات من أولى محاور
( فن التعامل بين
افراد الاسرة)
وهو :: الاحترام ::
والان نأتي
الى المحور الثاني لفن التعامل داخل الاسرة وهو
:: الحوار ::
ان وجود اختلاف في وجهات النظر داخل الاسرة الواحدة امر طبيعي. والسبيل الى تخطي ذلك هو اللجوء الى "الحوار". الا ان ما يجب معرفته هو ان الحوار لا يأتي في ليلة واحدة، انما هو سلسلة متتابعة تبدأ من الاهل وتنتقل تدريجياً الى الابناء! ولا شك في ان اصعب مرحلة هي المراهقة.. لماذا؟ متى يبدأ الحوار داخل الاسرة؟ كيف يستمر؟ وما هي مقومات نجاحه؟
:: تعريف الاسرة والحوار ::
الاسرة عبارة عن وحدة اجتماعية تتألف من عدد من الاشخاص يعيشون في المنزل نفسه، ويتقاسمون وظائف اجتماعية مختلفة، اضافة الى اعتبارها وحدة نفسية تقوم على المشاعر الشخصية والروابط العاطفية. الحوار هو عبارة عن تلاق مع الشخص نفسه، أو مع الأشخاص الآخرين، اي هو عبارة عن اتصال او تواصل مع النفس ومع الآخرين، لانشاء نمو سلوكي عند الفرد، وبذلك يعتبر الحوار اداة لاكتشاف الاخر (افكاره اتجاهاته احاسيسه، مشاعره).
وتجدر الاشارة الى ان الحوار لا يقتصر على الكلام فقط ، انما يتعدى ذلك، فقد يكون من خلال نظرة، ابتسامة، حركة، رد فعل، كتابة، قراءة...
:: الحوار داخل الاسرة ::
متى يبدأ الحوار داخل الاسرة؟
تقول د. عائشة: ان مسألة الحوار تختلف باختلاف مراحل العمر، وما لا يعلمه البعض انه يبدأ منذ تكوّن الجنين في الرحم!
هذا الحوار عبارة عن رغبة الام في الحمل والانجاب، وهذا ما يدفعها الى الاهتمام بالجنين من خلال اشباع حاجاتها، وتأمين حاجات ومستلزمات الحمل والولادة، ومرحلة ما بعد الولادة، وهذا الاهتمام يجب ان يشعر به الجنين من خلال:
محادثته ومداعبته، الاستماع الى الموسيقى الهادئة، المعاينة الصحية (فحوصات – صور اشعة).
جميع هذه الامور تعد نوعاً من الحوار الايجابي في هذه المرحلة. البكاء، الصراخ، النوم، الرضاعة، المشي .. جميع هذه الامور هي شكل من اشكال التواصل، الذي يعتبر محطة اساسية من الحوار، وهذا ما يفسر ان الحوار لا يكون دائماً بالكلام، فالكلام احد اشكال الحوار.
:: الحوار مع الاطفال ::
في مرحلة الطفولة يعتبر الحوار وسيطاً بين الأهل، الاولاد، والمرحلة التي يعيشونها، اذ ان على الاهل استثمار هذا الحوار لخلق الاندفاع والمهارات عند الطفل، وفي هذه المرحلة نشدد على ضرورة التزام الاهل بالنصائح التربوية التي نوجهها اليهم، لا سيما ما يخص "العبارات" اذ ان الاطفال غالباً ما يرددون كلاماً طفولياً اي عبارات غير صحيحة لغوياً، وهذا ما يفرح الاهل، وهنا تكمن المشكلة!
فهذه المرحلة يجب ان تكون بمثابة تحضير للمرحلة المقبلة، وبالتالي يجب ان يكون لفظهم سليماً، واكثر ما يميز هذه المرحلة هو مبادرة الاطفال انفسهم الى اختيار الموضوع ومناقشته، وهذا يكون اكثر متعه بالنسبة اليهم! فالطفل يمر بالعديد من المحطات، وتتميز كل محطة بمجموعة من التغيرات والتطورات. ويعتبر عمر 3 أو 4 سنوات من ابرز المحطات التي يمر بها الطفل، حيث يبدأ بطرح العديد من الاسئلة، وحقه فى الحصول على اجوبة واضحة وصادقة. تظهر اهمية الحوار اللفظي ومعرفة كيفية استقطاب الاولاد حتى يكون الامر سهلاً ومبسطاً في مرحلة المراهقة.
:: الحوار اللفظي ::
يعتبر الحوار مدخلاً اساسياً لبناء تربية ديموقراطية، فبالاضافة الى الراحة النفسية- الاجتماعية التي يكتسبها الفرد فهناك ثروة من المعلومات والكلمات يختزنها ويستعملها لاحقاً، وهنا تبرز اهمية الحوار اللفظي لما يؤمنه من مهارات لفظية ونطقية اضافة الى مهارة الاستماع، والنقاش، فجميع هذه الامور لا تأتي بالفطرة، انما يستمدها الاولاد من مناقشات الاهل وطريقة حوارهم.
ليس هذا كل شيء ولكن نكتفي في هذه الحلقة بهذا القدر .. وسنكمل باقي الحلقات في الأيام القادمة بإذن الله تعالى ..
فتــــــا بعــــــونــــــا
0 التعليقات:
إرسال تعليق