مقدمة فن التعامل بين أفراد الأسرة

مقدمة

حسن سلوك الأفراد داخل الأسرة امر مهم جدا بل يعد اللبة الأساسية في

بناء اسرة متماسكة عنوانها التفاهم والحب والتعاون ومثل هذه الأسرة

هي الأكثر نجاحا بين مثيلاتها من الأسر الأخرى . لذلك يجب ان يكون

هناك نظام متبع بين افراد الأسرة بدءا بالأب وانتهاءا بأصغر طفل في

الأسرة وعلى الجميع التقيد به والتعاون فيما بينهم لإنجاح هذا السلوك

وتحويله الى اساس من اساسيات الحياة اليومية.

*فوائد حسن السلوك بين أفراد الأسرة:

1- يسود جو من الاحترام بين افرادها ولا يخطئ اي فرد مع الأخر

وبالتالي طبع الاحترام الذي يكسبه الفرد مع تعامله مع اسرته يمتد بشكل

ايجابي على تعامله مع الأخرين مما يرفع من أسهمه لديه.

2- حسن السلوك يقود صاحبه إلى إتقان فن مهم جدا في العلاقة الأسرية

إلا وهو فن الحوار بين الأفراد وصولا إلى أفكار تكاملية مبدعة قابلة

للتطبيق والنجاح.

3- حسن السلوك ووجود الاحترام المتبادل بين كافة الأفراد يصنع أسرة

ناجحة افرادها مثقفون واقوياء ودرجة صمودهم امام الصعاب تكون عالية.

4- الأسرة المحترمة والتي تتعامل بحب واحترام فيما بينها هي محط إعجاب وتقدير الآخرين.

5-الأسرة المتمتعة بالاحترام وحسن السلوك هي الأكثر صونا لحقوق افرادها.

6- أفراد الأسرة المحترمة والمتصفة بحسن التعامل هي الأقل تعصبا

والأقل إثارة للمشاكل والأكثر هدوءا والأكثر وعيا وثقافة.

*متى يجب أن يتم تدريب أفراد الأسرة على فن التعامل الحسن؟

يجب أن يبدأ العمل لبلوغ هذا الهدف منذ اللحظة الأولى التي تتكون من

خلالها الأسرة اي من لحظات الزواج الأولى منذ البداية يجب ان يكون

هناك أساس متفق عليه بين الزوجين اساسه الاحترام والتقدير والتعاون

وحسن السلوك ويبدأ تنفيذ الأمر منذ اول دقيقة زواج.

بمعنى أخر يجب أن تتعامل الزوجة باحترام وتقدير مع زوجها وكذلك يجب

ان يفعل الزوج مع زوجته ويقدرها ويحترمها ويقدم لها حقوقها ويعترف

بأنها ركن هام من أركان الأسرة . ان بنيت العلاقة الزوجية على هذا

الأساس ستكون قدوة للأولاد فيما بعد فالأطفال الذين يشاهدون ان والديهم

يتعاملان بكل حب واحترام سيتعلمون هذا منهم وسيصبح اسلوب تعامل

لديهم مع الأخرين.

اما ان نشأ الأولاد ووجد ان الأب لا يحترم والأم لاتحترم وكل طرف يسئ

للأخر سيفعلون ذات الشئ ولن يحسنوا التصرف بل سيقلدون الأب والأم

وبالتالي الأسرة ككل ستكون خاسرة.

اما مرحلة تدريب الأطفال على حسن السلوك فأنا ارى ان التربية تبدأمن اليوم الأول لولادة الطفل وتتطور وترتقي كلما زاد عمر الطفل وبحسب الحاجة العمرية له والتي تتوافق مع سنه.

وان نشأ الطفل ومنذ صغره وهو يعامل على حسن السلوك والأخلاق

سيتعود الأمر ويصبح جزءا منه على عس التربية المتأخرة فمثلا ان

احضرنا طفل في العاشرة من عمره لن يتعاون معنا ول نحصل على نتيجة

مرضية منا في تربيته وتعويده على حسن التعامل والسلوك بينما ان

احضرنا طفل في الثالثة واتبعنا معه نفس الأسلوب سنجد تعاون واتقان

للأمر ونتائج مرضية جدا.

*القواعد الأساسية لحسن السلوك والتعامل بين أفراد الأسرة:

لكل امر شروط ومظاهر تتجلى من خلالها ولحسن السلوك الأسري عدة

قواعد تعتبر ركنا لا يمكن الاستغناء عنه في التربية السلوكية والتعاملية

الجيدة بين الأفراد واليكم اهم هذه القواعد:

1/ يجب ان يتعود جميع افراد الأسرة على فن الحوار كبار وأطفال وهذا

الأمر كفيل بتحسين السوك والإبتعاد بهم عن الشجار والتعصب وهضم الحقوق.

2/ على كل فرد ان يحترم الأخرين صغارا كانوا ام كبارا وخاصة

الأم .والوالدين عليهم ان يحترموا اولادهم الصغار لأن هذا الأمر

سيدفعهم لاكتساب الإحترام في سلوكهم من جهة وسيقوي

الشخصية لديهم من جهة اخرى.

3/ ايضا يجب تعويد الأبناء على احترام الأهل لأن هذا الأمر

سيزرع الرضا في نفس الأهل ويمدهم بالطاقة لتعويد الأطفال

على امور سلكية حسنة أخرى دون أن يشعروا بالإحباط من قلة

احترام الأبناء لهم.

4/ يجب أن يتعود جميع أفراد الأسرة على الاعتذار عند الخطا

ان كان الأهل او الأولاد فلا فرق ان اخطأ الأهل في حق الأبناء

يجب ان يعتذروا منهم وهذا امر مهم جدا والعكس صحيح.

5/ دائما يجب أن يعطى كل فرد في الأسرة فرصة ثانية

لتحسبن سلوكه و يتم تنبيهه للخطأ الذي قام به ونوضح له

الصواب ونمنحه فرصة ثانية فبهذا الشكل ندعم شخصيته

ونكسبه خبرة.

6/ التسامح ركن أساسي من أساسيات حسن التعامل الأسرة

فهو كفيل بتصفية القلوب وانتزاع الغبن منها وتهيئتها للدخول

في جو حسن السلوك من جديد.

7/ ان حدث واخطأ اي فرد يجب أن لا نغطي عليه بل في نفس

اللحظه يجب تنبيهه للأمر كي لايصبح الخطأ عادة لديه لأنه يعلم

انه لن يحاسبه اي احد.

8/ يجب ان يمنع الضرب والقسوة في المنزل بين كافة الأفراد

فالضرب يولد الحقد والكره في النفس ويدمر الشخصية ويزرع

قلة الثقة بالنفس وهذه امور قاتلة للسلوك الحسن وتدفع

صاحبها للخطأ مرارا وتكرارا.

الخلاصة :

ان شئنا ام ابينا فحيانتا تسير ودون ان يكون الأمر لنا ولكن

يمكننا ان نمتلك خيار في تحديد نوع الحياة واهدافها. بيدنا نحن

نعيش حياة جميلة عنوانها الحب والتعاون و التعاون والنجاح

وبيدنا نحن نزرع الحقد والكره والفشل في حياتنا.

الله وهبنا نعمة لاتقدر بثمن وهي نعمة العقل ويوما ما سنسأل

عنها ماذا فعلنا بها فلنسخر هذه النعمة لبناء اسرة متفاهمة و

متمتعة بأفضل الأخلاق في المجتمع فهذا الأمر كفيل بأن يضع

كافة افراد الأسرة على اول طريق للنجاح.

تابعونا