السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنكمل اليوم بإذن الله تعالى بعض الوسائل المعينة على حب القراءة .. والتي قد ذكرنا منها في الموضوع السابق وسيلتين وهما :
استحضار النية
وضع خطة للقراءة
أما الوسيلة الثالثة فهي :
:: تحديد وقت ثابت للقراءةواستغلال الفراغات البينية ::
وهذا يعني ألا تنتظر إلى آخر اليوم لتقرأ ما يجب عليك قراءته .. بل حدد لنفسك وقتًا معروفًاللقراءة .. وأحسن اختيار هذا الوقت .. وحاول أن تختار وقتًا يكون ذهنك فيه نشيطًا .. وتكون فيه مستريحًا حتى تستطيع التركيز في القراءة والخروج بنتيجة جيدة ..
ويمكن أن يكون وقت القراءة مثلاً من بعد صلاة الفجر إلى الشروق .. أو قبل المغرب بساعة .. أو بين المغرب والعشاء .. أو بعد العشاء مباشرة .. وهكذا .. حدد وقتًا معينًا ..
كما ينبغي استغلال الأوقات البينية .. وهي الأوقات التي عادة ما تكون بين عملٍ وآخر .. فيمكن استغلالها في القراءة: في المواصلات .. أو في متجرك عند عدم وجود زبائن .. أو فيأوقات انتظارك داخل عيادة أو مكتب لأداء عملٍ ما .. وهكذا .. سوف تجد أوقاتًا بينية كثيرة يمكن استثمارها في القراءة .. وليكن كتابك دائمًا معك .. وبمجرد أن تجد أي وقت فراغ سارع بفتحه واقرأ فيه .. ستزداد بركة اليوم وسيصبح طويلاً ومتسعاً على عكس الماضي.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الوسيلة الرابعة: هي وسيلة من الأهمية بمكان وهي
:: التدرج ::
البعض عندما يقرأ هذه السطور عن أهمية القراءة سوف تشتعل حماسته .. وتعلو همته .. ويسارع إلى شراء مجموعة من الكتب .. ويبدأ على الفور بقراءتها .. ويفرّغ أوقاتاً طويلة للقراءة.. بل ربما يطغى وقت القراءة على أعمال أخرى هامة في حياته! ولمثل هذا نقول: عليكبالتدرج .. إن هذا الدين متين؛ فأوغل فيه برفق وخاصة إذا لم تكن متعوداً على القراءة .. وإلا ستجد نفسك قد مللت سريعاً .. وربما توقفت عن القراءة .. ولتكن مثل لاعب الماراثون الذي يجري لمسافات طويلة .. يبتدئ بهدوء وراحة .. ثم يسرّع من خطواته تدريجيًا .. وهذا يماثلالقراءة .. فإن طريقها طويل لأنها منهج حياة .. وإذا جعلتها منهجاً لحياتك فيجب أن تبدأ بتعقل وروية حتى تصل بإذن الله ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الوسيلة الخامسة:
:: الجدية ::
كما أكدنا في البداية أن القراءة ليست هواية .. بل هي عمل جاد جداً .. ويحتاج إلى فكر ووقت ومالومجهود وتضحية، ولا بد أن يُؤخذ الموضوع بجدية .. فأنت تقرأ لكي تستوعب كل كلمة تقرؤها.. تقرأ كي تفيد وتستفيد .. فالقراءة عمل عظيم .. وليس لك من هذا العمل إلا ما عقلته.
ونصيحتي لك عندما تقرأ أي كتابٍ أن تقرأه بنفس الهمة التي تقرؤه بها لو طلب منك مذاكرته لتؤدي فيه اختباراً .. وليس مجرد قراءة عابرة .. وكلما قرأت شيئاً سجّل ملاحظاتك .. مثلاً هنا معلومة تريد أن تتذكرها لتخبر بها إخوانك وأصحابك .. اكتبها .. وهنا معلومة أخرى لا تفهم معناها جيداً .. اكتبها لتسأل فيها أحد المتخصصين .. وفي مكان ما في أحد الكتب التي تقرؤهاعناصر هامة لأحد الموضوعات .. ولك اعتراض على نقطة ما في أحد الكتب .. أكتب كل ذلك في دفتر تحتفظ به معك أثناء قراءتك .. وإذا التزمت بهذا الأسلوب فلا شك أنك سوف تكون دائما على وعي وتركيز في كل ما تقرأ .. وسوف تلاحظ بالفعل الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها .. وسيزداد تحصيلك أضعاف ما كنت تعتقد .. إنك تستطيع مراجعة قصص الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين لكي تعرف المعنى الحقيقي للجدية التي أقصدها .. راجع قصة زيد بن ثابت رضي الله عنه .. وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما .. والشافعي وأحمد بن حنبل والخوارزمي وجابر بن حيّان رحمهم الله .. راجع سير هؤلاء ومواقفهم في القراءة وتحصيل العلوم لتكون على يقين أن إمكانيات البشر فوق كل تخيّل .. وسبحان الله الذي خلق فسوّى ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الوسيلة السادسة:
:: التنسيق للمعلومات .. والنظام في كل شيء ::
النظام والتنسيق مطلوبان في كل شيء .. فحاول أن تكون منظمًا في كل حياتك .. وعندما تقوم بتسجيل المعلومات في دفترك الخاص بعد القراءة الواعية لا تسجلها هكذا مبعثرة .. لأن المسلم منظم في شئونه .. وليكن لديك دفتر خاص تدوّن فيه العلوم الشرعية .. وآخر للعلوم السياسية .. وثالث للقراءات الأدبية .. ورابع للتاريخ وهكذا .. وإذا كنت أكثر تخصصًا فسّم هذه الدفاتر إلى أقسام أخرى أكثر تفصيلاً .. وضع ذلك كله في مكان منظم في بيتك أو مكتبتك الخاصة .. حتى يسهل الرجوع إلى أي معلومة تريدها بسهولة ويسر .. وتضيف ما تريد من معلومات حيث شئت .. وسيوفر ذلك لك كثيرًا من الوقت والجهد ..
هذا الأسلوب الدقيق لن ينظم وقتك وبيتك فحسب .. بل سينظم عقلك أيضاً .. فبعض الناس تجدهم غير منظمين بالمرة .. يأتي بمعلومة من الشرق ومعلومة من الغرب .. دون دقة أو نظام .. بينما تجد آخرين يحسنون تنظيم معلوماتهم .. مما يدل على أن عقولهم منظمة .. فهم يعملون كل شيء بعد حسابات دقيقة .. ولا يبتعدون عن أهدافهم ولا يخرجون عن موضوعهم كثيراً .. وهذا لا يتأتى إلا بالمران والتدريب .. وفوائده لا تحصى ..
هذا فضلاً عن الراحة النفسية التي يضفيها النظام على حياتك وحياة من معك من الناس ..
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجميعين ..
:: تابعونـــــــــــــا ::
في باقي الوسائل المعينة للقراءة ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق