:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::
سنبدأ اليوم بإذن الله تعالى في أول محور من محاور القراءة وهو :
* كيف أحب القراءة ؟ وما هي الوسائل المعينة على ذلك ؟
هناك عشر وسائل هامة أسأل الله أن يعينني ويعينكم بها على حب القراءة وهي :
* الوسيلة الأولى .. وهي من أهم الوسائل على الإطلاق:
:: استحضار النية ::
ما هو هدفك من القراءة ؟ ولماذا تقرأ ؟
- أقرأ لأن الله عز وجل أمرني بالقراءة ، وقال لي ولكل المسلمين بصيغة الأمر المباشر ( اقرأ ) .. فلذلك قراءتي طاعة لربي ..
- أقرأ لأنفع نفسي في الدنيا والآخرة ؛ فلا فلاح في الدنيا بغير العلم .. ولا فلاح في الآخرة بغير العلم أيضاً ..
- أقرأ لأنفع من حولي .. أمي وأبي وأولادي وإخواني وأخواتي وأقاربي وأصحابي .. ومن أعرف .. ومن لا أعرف .. وأصبح كحامل المسك لا يجاوره أحد إلا انتفع بشم رائحته العطرة ..
- أقرأ لأنفع أمتي .. لأن الأمة التي لا تقرأ - كما سبق أن أشرت - أمة غير مرهوبة .. أمةمتخلفة عن الركب .. متبعة لغيرها .. ولهذا فأنا أقرأ لأجعل أمتي في مقدمة الأمم ..
إنك بالقراءة يا أخي تُرضي رب العالمين، وتنفع نفسك، وتنفع من تحب، تنفع أمتك أيضاً .. لا شك أن هذه الدوافع العظيمة تُشعل حماستك للقراءة ..
وطالما كانت في ذهنك دائماً هذه النية فلن تغيب عنك الضوابط التي ذُكرت في صدر سورةالعلق؛ فأنت تقرأ (باسم الله) .. فلا بد أن تكون قراءتك على هذا المستوى ..
وأنت أيضاً لا تتكبر بقراءتك وعلمك .. لأنك تعلم أن الله عز وجل هو الذي منّ عليك بهذه المنة وهذا الفضل ..
فهذه أولى وأهم الوسائل المعينة على القراءة:
استحضار النية وتحديد الهدف ..
وبالحرص على هذه الوسيلة تتحقق لك أشياء في غاية الأهمية منها ..
- أنك تحصل على الأجر والثواب لكل ما تقرأ من العلوم النافعة ..
- ويكون لك بكل حرف تقرؤه حسنة ..
- ولأن للمعلومة التي تقرؤها هدفاً نبيلاً سيتم ترسيخها في ذهنك جيداً ..
- أيضاً ستستمتع بكل ما تقرؤه استمتاعاً حقيقياً.. ليس بالعلوم الشرعية فحسب بل بكل العلوم .. فالقارئ في السياسة سيستمتع بما يقرأ .. وقارئ التاريخ، والقارئ في الاقتصاد كذلك سيستمتع كل منهما أيضاً بقراءته...
- ويكون لك بكل حرف تقرؤه حسنة ..
- ولأن للمعلومة التي تقرؤها هدفاً نبيلاً سيتم ترسيخها في ذهنك جيداً ..
- أيضاً ستستمتع بكل ما تقرؤه استمتاعاً حقيقياً.. ليس بالعلوم الشرعية فحسب بل بكل العلوم .. فالقارئ في السياسة سيستمتع بما يقرأ .. وقارئ التاريخ، والقارئ في الاقتصاد كذلك سيستمتع كل منهما أيضاً بقراءته...
كذلك الطلاب سيستمتعون بمذاكرتهم .. وسوف تختفي مشاكل الآباء والمدرسين مع الأبناء والطلاب .. فبدلاً من أن يضغط الآباء والمدرسون على الطلاب .. عليهم أن يوجهوهم الوجهة الصحيحة نحو تجديد النية وتحديد الهدف .. حتى لا تضيع الأيام والشهور والسنوات .. فيخرج الطالب بعد دراسة ستة عشر أو سبعة عشر عاماً أقرب إلى الأمية منه إلى العلم!!
كارثة حقيقية أن يضيع الهدف ..
وعلماء الإدارة يؤكدون دائماً أن أول ما يجب عمله في أي مشروع في الحياة - إذا أُريد لهالنجاح - هو تحديد الهدف بوضوح ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
* الوسيلة الثانية من الوسائل المعينة على القراءة هي :
:: أن تضع خطة للقراء ::
لا داعي إذن للقراءة
العشوائية ..
ينبغي وضع خطة واضحة للقراءة ..
ولكي تضع خطة بطريقة جيدة لا بد أن تكون على دراية كافية بـ
- إمكانياتك ..
- الوقت المتاح للقراءة لديك ..
- الكتب المتاحة ..
- وما هي قدرتك على الاستيعاب ..
- ولا بد أيضاً أن تعرف لماذا تقرأ ..
بعد معرفة كل هذه العناصر ضع خطة واضحة في ظل إمكانياتك وقدراتك ..
مثلاً سوف أقرأ هذه الكتب الخمسة خلال الأشهر الستة القادمة ..
أو سوف أقرأ هذه الكتب العشرين خلال سنة أو سنتين ..
على أني سوف أقرأ أولاً الكتاب الفلاني في مدة كذا .. وبعده كتاب كذا في مدة كذا ..
وعليك أن تلتزم بالخطة التي وضعتها لنفسك جيداً .. ولا تغيّر فيها إلا في حالة الضرورة ..
ربما تتعب أولاً في وضع الخطة .. ولكن سوف تنجح إذا حرصت على الالتزام بها ..
والزم الوسطية في خطتك .. فليس من الصواب أن تقرر قراءة عشرات الكتب في وقت قليل فتفشل في الإنجاز .. وربما أصبت بالإحباط ..
كما أنه ليس من الصواب أن تخصص وقتاً طويلاً جداً لكتب قليلة .. فيكون هذا تضييعاً للوقت ..
وليكن لك كل عدة أشهر وقفة للمتابعة والتقييم .. تسأل نفسك:
- هل كنتُ واقعياً في خطتي أم أن هناك أخطاءاً ؟
- وإذا لم يتحقق الإنجاز المطلوب .. هل لأن الخطة ليست سليمة أم أن هناك معوقات تحتاج إلى دراسة ووضع وسائل للمقاومة والعلاج ؟
وسيكون هذا التقييم المستمر من عوامل نجاح خطتك للقراءة إن شاء الله .. فهذه هي الوسيلة الثانية من الوسائل المعينة على القراءة بعد تحديد الهدف .. وهي:
وضع الخطة ..
نكتفي اليوم بهذا القدر ..
وبإذن الله سنقوم بمتابعة باقي الوسائل العشرة المعينة على حب القراءة في الأيام القادمة ..
:: فتـــــابعـــونا ::
0 التعليقات:
إرسال تعليق