ـ صحيفة المدينة
إذا كان صلاح الآخرة من صلاح الدنيا، فكيف كان حال المسلمين في الماضي، وإلامَ آلت أحوالهم اليوم؟
بهذا التساؤل المشروع، يطلّ برنامج “خواطر 6” على المشاهدين خلال شهر رمضان مع معدّه ومقدّمه أحمد الشقيري، الذي في جعبته الكثير من المقارنات والمقاربات والعِبَر.
وفي هذا العام، يسلّط “خواطر 6” الضوء على إبداعات المسلمين الفكرية والعلمية والحضارية في عهد الأمويين والعباسيين، مقارنًا إياها بنتاجات المسلمين اليوم، سواءً على مستوى الدول أو الأفراد.
وفي هذا اللقاء تحدث أحمد الشقيري في حوار مع “المدينة”، حيث بدأ حديثه بقوله: في الجزء الخامس من خواطر، قارنّا العالم العربي باليابان، وفي الجزء السادس سنقارن المسلمين بالمسلمين.. سنقارن أنفسنا بأنفسنا.
جديد “خواطر6”
في بداية اللقاء طلبنا من الشقيري أن يُعرّف لنا وللقرّاء برنامج “خواطر” فقال: برنامج “خواطر” تمكّن من الوصول إلى الشريحة الشبابيّة في العالم العربي عبر الأسلوب المبسط والقريب منهم، فقد حقق “خواطر 5” نجاحًا جماهيريًا كبيرًا جعل محبي البرنامج ومتابعيه ينتظرون ما سيقدمه “خواطر 6”، الذي سيعرض على شاشة mbc1 خلال شهر رمضان المبارك.
وأضاف: فبعد أن نقلنا بعض أخلاقيات الشعب الياباني، التي رأى فيها المشاهدون عماد النهضة اليابانية النابعة من التربية الاجتماعية، كالاهتمام بالنظافة العامة واحترام الوقت والعمل والمسؤولية الاجتماعية والعمل الجماعي واحترام الإنسان والحيوان وغيرها من عشرات الموضوعات، التي شكّلت مادة تربويّة متميزة. ولقد تناول العديد من المقالات الأثر الذي خلّفه العمل على المستوى الفردي لدى الأشخاص، فقد فتح أعينهم على بعض الأمور التي يمارسونها في حياتهم اليومية بشكل طبيعي ويعتبرونها أمور بسيطة دون تعليق أهمية على حجم الضرر الذي يسببونه لأنفسهم والمجتمع، لذلك يمكن أن نعتبر مضمون “خواطر 5” بمثابة كسر للمألوف والرتابة بالمقارنة مع باقي البرامج الدينية (الكلاسيكية).
المسلمون أنموذجًا
واستطرد الشقيري قائلًا: في الجزء الخامس من “خواطر” قارنّا العالم العربي باليابان، وفي الجزء السادس سنقارن المسلمين بالمسلمين.. سنقارن أنفسنا بأنفسنا.. قدمنا اليابان أنموذجًا، فقالوا: ثقافتهم غير ثقافتنا ومشكلاتهم غير مشكلاتنا، فنقول لهم اليوم خذوا المسلمين أنموذجًا، حيث سنقارن إبداع المسلمين في الأندلس وأيام العباسيين والأمويين بحال المسلمين اليوم، وسنقارن حال قرطبة وحياة المسلم العادي فيها بحياة المسلم اليوم، لنرى الفرق في مستوى حياة الفرد بين العصرين.
وعن الجديد في “خواطر 6” أجاب: سيقدم أنموذجًا متطورًا من عصرنا هذا، بحيث نقوم بمقارنة الحاضر بالحاضر وليس فقط الماضي بالحاضر، فأخذنا ماليزيا والإمارات كنموذج لدول إسلامية متطورة تسير نحو مجتمع نهضوي مبني على أسس صحيحة، وأيضًا سنقدم في هذا الجزء نماذج من إبداع المسلمين في تلك العصور سواءً على مستوى الدول أو الأفراد، ليتضمن العمل العديد من المحطات التاريخية بأسلوب بسيط، يعتمد من جهة على ما خلفته الحضارة الإسلامية من علم وثقافة، وعلى العمارة التي تشهد على مدى الإحسان في تنفيذ الأعمال وعلى مدى تطور المسلمين آنذاك من خلال إتقانهم لكل ما يتعلق بفن العمارة والهندسة، الذي جعل هذه العمارة تتحدى عوامل الطبيعة وتصمد عبر الزمان شاهدًا على إبداع المسلمين في العصور الوسطى.
الكلفة 20 ضعفًا
وأشار الشقيري إلى أن هناك العديد من الدول الإسلامية الأخرى سيجول فيها البرنامج في جزئه السادس وهي كلٍّ من: سنغافورة وماليزيا وتركيا وإسبانيا وبريطانيا ومصر والسعودية والإمارات، وقال: في البداية كان من المقرر أن يكون الجزء السادس من ماليزيا، وبعد أن زارها فريق العمل لم يجدّ فيها مادة تكفي ثلاثين حلقة فقررنا أن يكون “خواطر 6” من ماليزيا وسنغافورة ومقارنتهما بالعالم العربي، ولكنني توقفت عند أمر هام جدًا، ما هو الجديد؟ فقد شعرت أنني أكرر “خواطر 5” من مكان آخر في العالم، فكان القرار أن نجعل الموضوع الرئيسي لـ “خواطر 6” هو المسلمين في العصور الوسطى، ولذلك كان لا بد لنا من السفر إلى العديد من الدول العربية لنعطي الموضوع بعض حقه.
وتابع أحمد: لا بد من تقديم الجديد في كل جزء من “خواطر” فذلك يخدم الهدف الرئيسي من إنتاجه، موضحًا أن كلفة إنتاج “خواطر 6” هي 20 ضعفا كلفة إنتاج الجزء الأول، ما يدل على الأهمية التي تُعطى للمضمون الذي يقدمه والمسؤولية التي يحملها تجاه المشاهد العربي الذي اعتاد أن يتابعه كل عام.
المصدر: موقع ثقافة
0 التعليقات:
إرسال تعليق