- شعار: كلنا صناع التغيير
- كلما كان التغيير واقعيًا كان أقرب إلى النجاح
- الدين حافز للتغيير
- الشعوب الواعية والراقية هي التي تناقش أخطاءها وعيوبها على الهواء وبأريحية
- التغيير مرتبط ارتباطًا شديدًا وكبيرًا بالحاجة
- لا يمكن للتغيير أن ينجح بدون تخطيط
قال الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم: إن الكثيرين حينما يسمعون كلمة التغيير يتوترون وذلك لأن آذهانهم تتجه نحو التغيير السياسي، أو تغيير المفاجآت، أو هدم البناء ، ولذلك يصبح الناس بعضهم (مع) وبعضهم (ضد) مشيراً إلى أننا إذا أدركنا أن التغيير مبدأ يجب أن يتفق عليه الجميع من دون توتر، فإن هذا سوف يسهل الطريق كثيرًا.
وضرب الشيخ سلمان مثالًا لذلك، ببعض السباحين المهرة، والذي تجده نائمًا على ظهره ولا يحرك شيئًا ومع ذلك يعوم لكن إذا أتيت لشخص لا يعرف السباحة، فإنك تجده يخبط بيديه وبرجليه ومع ذلك يغوص، مشيرًا إلى أن الأمر ليس مجرد توتر أو انفعال شديد، ولكنه عبارة عن بذرة في مستشفى في الدمام، وأخرى في جدة وثالثة في الرياض ورابعة في القاهرة وخامسة في الكويت، وهكذا تشجيع وتحفيز وتحميس بحيث لا نفقد الأمل.
وأكد الشيخ سلمان العودة -أمس الخمس في برنامج حجر الزاوية على فضائية إم بي سي- أن التغيير كلما كان واقعيًا كلما كان أقرب إلى النجاح بطبيعة الحال، موضحًا أن بعض الناس ربما يكون عنده حماس للتغيير بمجرد أن يتغير لأنه يريد أن يعاند المجتمع أو يتمرد عليه، فهو يريد أن يغيّر لمجرد التغيير أو يريد التغيير أو يريد الجديد لمجرد كونه جديدًا، وعلى النقيض فهناك من يرفض الجديد أو يصر على التمسك بالقديم لأنه قديم.
وذكر الدكتور العودة أن هناك أوهامًا كثيرة جدًا يعيشها الناس وتنتهي مع نهاية فلان من الناس الذي كان يبشّر الناس بالتغير، ولكن ليس هناك التغيير الذي يحلم به.
وأوضح فضيلته أنه مدين لعدد من الإخوة، الذين قد يعتبرون أنفسهم طلابًا لفضيلته، مشيرًا إلى أنهم يتميزون بأنهم أكثر شبابية، فإذا خالطني نوع من اليأس في أمر ما أرسلت لهم رسالة أو كلمتهم وجدت أنهم يرسلون لي دفعة قوية جدًا من الأمل، لافتًا إلى أن مثل هذه الأشياء هي التي من شأنها أن تجعلنا دائمًا متفائلين بالتغيير ومدركين أن التغيير مبدأ يجب أن يتفق عليه الجميع.
شعار : كلنا صناع التغيير
وأكد الشيخ سلمان -في الحلقة التي جاءت بعنوان لماذا التغيير؟- أن كل شخص في المجتمع مسئول عن صناعة التغيير، مشيرًا إلى أن نجاح الإنسان على المستوى الشخصي قد يكون مساهمة كبيرة في التغيير، لافتًا إلى أنه لا يمكن لتغيير أن ينجح بدون تخطيط وواقعية.
وقال فضيلته إننا يجب علينا أن نرفع شعارًا بأننا مجتمع كل أفراده صناع للتغيير، أو مشاركون في صناعة التغيير، فالتغيير يقوم به الحاكم، حيث كثيرًا ما نشعر بمسؤولية الحاكم أو نشعر بأن الفشل والإخفاق في عدد من المشاريع النهضوية والمستقبلية سببه عدم تبني الحكّام له في مرحلة من المراحل، فالحكومات تكون مسئولة عن صناعة التغيير ورسم معالمه والإنفاق عليه مسؤولية لا يختلف عليها، لكن من الخطأ أن نختصر الحياة في شخص أو جهة معينة، متسائلًا: أين دور العالم؟ وأين دور المثقف؟.
وأضاف فضيلته أن التغيير يقوم به طالب في كلية الزراعة دخل ولم يجد مكانًا يصلي فيه فنزل إلى البدروم فوجد عاملًا يصلي، فقال: لا يمكن أن أصلي هنا استخفاءً، فخرج وصلى أمام الناس فلحق به العامل وصلى معه، وبعد يومين لحق بهما الأستاذ وصلى معهما، والناس يمرون وربما يضحكون، وعندما علم العميد بهذا، دعاهم وقال لهم: الوضع الذي تصلون فيه غير لائق، إنني سوف أبني لكم مسجدًا وبنى مسجدًا واسعًا أصبح الكثير من الطلبة والأساتذة يؤدون فيه الصلاة!
أسس صحيحة
وأردف الدكتور العودة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الرائد لا يكذب أهله"، فهذا الإنسان الذي يملك الكلمة الحكيمة المضيئة التي أشعلتها تجارب الحياة ونورتها الخبرة وزودها التاريخ بمعالمه وارتبطت بالحياة من خلال معرفة الواقع ومتغيراته وضروراته، فهذه الكلمة الحكيمة المستنيرة بنور الله، الصادقة التي تنطلق من قلب محب ومشفق، والكلمات الجميلة التي يمكن أن تسمعها حتى من أناس عاديين، يمكن أن يكون لها دور كبير في التغيير.
وتابع فضيلته أنه من الكلمات الجميلة التي ذكرت في التغيير، هي كلمة لفيلسوف يقول: "إنك لا تستطيع أن تبني بيتك الجديد من طوباتك القديمة"، وهذا يشير إلى أن المجتمع الجديد أو الشخصية الجديدة التي أريد أن أكونها ينبغي أن تؤسس بشكل صحيح ولا تعتمد على إعادة إنتاج نفس المشكلات السابقة التي نحن نعيشها.
تغيير التعيير
وركز الدكتور العودة على أهمية ألا يكون التغيير متوترًا، مشيرًا إلى أن الكثيرين حينما يسمعون كلمة التغيير يتوترون، لافتًا إلى أن هناك ما يسمى بـــــــ"التعيير بالتغيير"، وعلى سبيل المثال، فقد هممت بالأمس لأطفئ اللمبة، فتذكرت أن الإنسان إذا كبر يبدأ يمشي على اللمبات يطفيها، فتركتها، وتذكرت قول الشاعر العربي:
وَالتَغلِبِيُّ إِذا تَنَحنَحَ لِلقِرى حَكَّ أذنه وَتَمَثَّلَ الأَمثالا
هوس التغيير
وفيما يتعلق بأن الأوهام المتعلقة بالتغيير قد تجعل منه شبحًا نتخوف من الإقبال عليه، قال الشيخ سلمان: إنه قد يتوهم البعض أن التغيير هو عبارة عن هدم للبناء، مشيرًا إلى أنه من حق الإنسان أن يتخوّف، وعلى سبيل المثال، هناك كلمة جميلة لغاندي يقول: "أنا مستعد أن أفتح نوافذ بيتي للرياح لتهب منه في كل اتجاه شريطة ألا تقوم هذه الرياح بهدم منزلي وتقويضي"، فأن يعيش الناس في بيت متهدم أفضل من أن يعيشوا في العراء، لكن أن يستطيعوا ترميم هذا البيت وتصحيحه بأيديهم وبأيدي المخلصين فهذا أفضل من البقاء على البيت كما هو. وأضاف فضيلته أنه يوجد ما يسمى بــ"أوهام التغيير" أو "هوس التغيير"، وعلى سبيل المثال فإن كل إنسان في شبابه يعتقد أنه سيغير العالم، مذكرًا بذلك الرجل الصالح الذي كان يدعو الله -سبحانه وتعالى- حيث كان يقول في البداية ربي قدّرني على تغيير العالم، وأمضى ثلاثين سنة من عمره لم يغير شيئًا، ولكن بعد ذلك غير دعاءه وقال اللهم قدّرني على تغيير أسرتي ولم يفلح، فعندما كبر وبدأ يشعر بدبيب الفناء في عروقه غيّر دعاءه وبدأ يتبتل إلى الله تعالى بتضرع وخشوع ودموع، ويقول: "ربي أقدرني على تغيير نفسي"، ففي تلك الأثناء بدأ يوبخ نفسه ويقول: يا للخسارة لو أنني ابتدأت بهذا الدعاء من الأول لكان الوضع مختلفًا!
تــابــع
0 التعليقات:
إرسال تعليق